Search
Close this search box.

145 (فائدة كون النبي لم يؤمر بالتبليغ)

س/ فيما يتعلق بالنبي والرسول، كيف النبي أوحى الله إليه بشرع ولم يأمره بتبليغه؟ أيعقل ذلك أن الله أوحى له بشرع ولم يأمره بالتبليغ؟ وما فائدة أنه تعالى قد أوحى له ولم يأمره بالتبليغ؟! والشيء الآخر: هل يمكن أن يكون هناك رجل نبي في بادئ أمره وبعدها يصبح رسولاً؟ وإن كان الجواب نعم، فهل هناك من الأنبياء مَن كان نبياً في بادئ أمره وبعدها أصبح رسولاً؟

ج/ نعم هناك أنبياء كانوا في بني إسرائيل. كان الله تعالى يوحي إليهم لكنه لا يأمرهم أن يبلغوا، فإذا هم من طواعية أنفسهم بلغوا من رأوه مناسبا للتبليغ فبها ونعمة، أما إذا لم يبلغوا أحدا فلا إثم عليهم، الأمر باقٍ حسب اجتهادهم. أما الرسول فيأمره الله تعالى بالتبليغ ودليل ذلك قوله تعالى: إذهبا إلى فرعون إنه طغى. هذا فيه أمر بالتبليغ، أما النبي فالله تعالى يوحي إليه بشرعٍ ويترك الأمر له. نعم هذا يعقل وواقع. سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام في البداية أمره أُوحي إليه بالشرع، إذ قال له الله: {إقرأ باسم ربك الذي خلق}، وفي آية بعدها: {إقرأ وربك الأكرم}. هذا الأمر كان عبارة عن إيحاء ونبوة من غير أمر، ثم بعد ذلك جاء الأمر بدليل قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. فإذا الأمر لم يكن مع البعثة، في البداية كانت النبوة ثم بعد ذلك جاءت الرسالة.

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest